تتواصل بمدينة صفرو المغربية شرق العاصمة الرباط، فعاليات مهرجانها السياحي حب الملوك الذي تنظمه الجماعة الحضرية للمدينة الى غاية 10 حزيران/ يونيو الجاري تحت شعار "شجرة حب الملوك تاريخ وبيئة" والذي يتميز هذه السنة بغنى وتنوع فقرات برنامجه، وقد انطلق المهرجان بداية هذا الأسبوع بتنظيم عدة أنشطة تربوية وعرض لمنتوجات الصناعة التقليدية بالاضافة إلى جداريات أنجزتها الجمعيات المحلية للكشافة والثقافة، ويشتمل برنامج هذه التظاهرة كذلك على تنظيم أمسيات شعرية وتقديم عروض مسرحية.
وفي المجال البيئي أعطى المنظمون ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي الانطلاقة لحملة للنظافة شاركت فيها عدة جمعيات تخليدا لليوم العالمي للبيئة، وتشكل هذه الدورة التي تروم بالاساس تشجيع السياحة الجبلية المحلية مناسبة سانحة للاساتذة الباحثين والمهتمين من أجل تسليط الضوء على تاريخ شجرة الكرز وذلك عبر تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول هذه الشجرة وخصائصها ومميزاتها .
وكما جرت العادة سيقام حفل لاختيار ملكة جمال "حب الملوك" لهذه السنة، وأكد المنظمون لهذه التظاهرة الثقافية بأن مهرجان "حب الملوك" لا يمكن اعتباره فقط نشاطا ثقافيا وفنيا تحتفل به مدينة صفرو بل مناسبة أيضا لعرض وبيع مختلف أصناف فاكهة الكرز التي تزخر بها المدينة.
جدير بالذكر أن هي صفرو مدينة صغيرة تقع في سفح جبال الأطلس المتوسط على بعد ثمانية وعشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة فاس، وهي مدينة قديمة يشهد على عراقتها وأصالتها تراثها التاريخي والعمراني والثقافي الإسلامي واليهودي. وهي روضة من رياض المغرب الجميلة وحوض من أحواضه الفاتنة الخلابة، أخاذة بأسوارها العالية، وأحيائها العتيقة، وجنانها وأشجارها الكثيرة ذات الظلال الوارفة، وغاباتها الموحشة، ومغاراتها المأهولة، وعيونها المتدفقة، وشلالها المنهمر وواديها الجارف ومهرجانها العريق.
جمالها أشبه بثمرة الكرز يستهوي كل زائريها ويخلب ألبابهم ويحبس أنفاسهم حتى يعبروا عن إعجابهم بها تماما كما يستعبد أهلها وسكانها الذين لا يتركونها إلا بعد أن يقطعوا عهدا على أنفسهم بالعودة إلى أحضانها.